
الدكتور بسام الزعبي - الرياض
مرةً أخرى أعود للكتابة في موضوع الشركات الناشئة وريادة الأعمال، حيث حضرت خلال الأشهر الأخيرة عدة مؤتمرات ومنتديات حول الموضوعين في داخل وخارج الأردن، فالشركات الناشئة هي شركات صغيرة حديثة التأسيس يملكها رواد أعمال من الشباب في بداية حياتهم العملية، وتكون في طور النمو والتطور والبحث عن أسواق للعمل وممارسة نشاطها فيها، وهي تلعب دوراً كبيراً في تحريك الاقتصاد بكافة قطاعاته، بفضل الأفكار الإبداعية المتنوعة التي يقدمها الشباب حول العالم.
الفعاليات التي أقيمت في الأردن سلطت الأضواء على نخبة من رواد الأعمال الأردنيين الذي لديهم شركات ناشئة، ولديهم قصص نجاح بدأت ترى النور على أرض الواقع، وهم يمتلكون من الجراءة والثقة بالنفس ما يجعلهم يخاطبون رجال المال والمستثمرين من الأفراد والصناديق الاستثمارية بكل قوة، فالفكرة كنز لصاحبها، والمستثمر المحلي والخارجي يبحث عن تلك الكنوز من خلال الحوار والتفاوض مع أصحابها، وكلا الطرفين يكملان بعضهما البعض، وهذا ما جذب العديد من المستثمرين للأردن لحضور تلك الفعاليات واقتناص الفرص.
أما الفعاليات التي حضرتها خارج الأردن، فقد استضافت العديد من رواد الأعمال الذين لديهم شركات ناشئة من مختلف دول العالم، وكان من بينهم شباب أردنيون مبدعون لديهم شركات ناشئة تملك أفكاراً ذات قيمة عالية في شتى المجالات والقطاعات، وقد لقيت أفكارهم اهتمام كبير من المستثمرين، وفي الوقت نفسه كان العديد من رواد الأعمال الأردنيين يعرضون نقل شركاتهم لخارج الأردن، بفضل التسهيلات التي تقدمها هذه أو تلك من الدول للمبدعين وللشركات الناشئة ولرواد الأعمال بشكل عام، وهذا ما أثار اهتمامي للبحث في التفاصيل والأسباب.
رواد الأعمال والشركات الناشئة يحتاجون بيئة أعمال سهلة ومرنة وعملية، ويحتاجون تسهيلات ودعماً فنياً ومالياً ولوجستياً للانطلاق بأعمالهم وشركاتهم، وهذا ما تتنافس الدول في تقديمه لهم، بهدف جذبهم للإقامة وتأسيس الأعمال والشركات، فقد أدركت العديد من الدول أهمية دور تلك الشركات الناشئة في تحريك عجلة الاقتصاد بشكل عام، ودورها في خلق فرص عمل جديدة نوعية للشباب، حيث أثبتت تلك الشركات فاعليتها على الأرض من خلال قصص نجاح مليارية، وأصبحت مثالاً يحتذى للشباب حول العالم.
نحن في الأردن حالياً بحاجة للاهتمام أكثر بأفكار الشباب الأردنيين من رواد الأعمال، الذين باشروا أعمالهم فعلياً على أرض الواقع من خلال تأسيس شركاتهم في الأردن، ودعم كل صاحب فكرة مؤمن بها ومتأكد أنها تحمل رؤية محفزة للنمو والنجاح، كما يجب النظر إلى القيمة المضافة العالية التي تحققها تلك الشركات للاقتصاد الوطني بشكل عام، فكل من يساهم في خلق فرصة عمل يستحق الدعم، وكل صاحب شركة ناشئة يستحق الدعم.
علينا اليوم أن نفكر بعقلية منفتحة بعيداً عن البيروقراطية والبطء في الاجراءات، وعلينا أن ندعم شبابنا ونستقطب غيرهم من المبدعين من خارج الأردن، ليساهموا جميعاً في دعم الاقتصاد وخلق فرص العمل في شتى المجالات.
16-كانون الأول-2022 23:33 م